دائماً ما أجد صعوبة في تدوين الحروف في وصف شخص أحبه .. أجد الحروف تهرب مني فحبي له أكبر من أن تصفه الكلمات ، فماذا سأكتب إن كان محبوبي هو وطني ؟؟
ولكني سأحاول ..
حلمت منذ طفولتي بوطن ٍ يشار له بـ البنان .. حديث الأيام وشاغل الناس .. لا يفتأ القوم عن التفكير به .. اسمه يتداوله الجميع .. ويتمنون لو كان لديهم مثله .. يقصده البشر من كل مكان لرؤية أجمل مافيه واكتشافه ، فهو مازال غير معلوم لدى كثير من البشر في هذا الكوكب فهناك منهم مازالت تلك الصورة التي صورها إعلام بلاده له عنها عالقة في ذهنه ولم تتغير منذ عقود ..
أردته منارة لاجتماع الأصدقاء والأحبة واسمحوا لي أن أطمع في أكثر من أن نكون قلب العالم الإسلامي فأنا أرغب بأن يكون وطني قلب الكوكب أجمع يجمعهم على المحبة والسلام والرحمة والصداقة ويكون المحطة الأخيرة للتلاحم والإتفاق والسلام ولا بأس إن تبادلنا المنافع والمعرفة والتطور والتغيير ..
لما لا فهذه سنة الكون سبحانه يغير الكون ولا يتغير ..
وبقي ذلك الحلم يراودني أعواماً عديدة حتى شارفت على بلوغ العقد الرابع من عمري لأرى طيف هذا الحلم كنجم يتوهج في كبد السماء وأن كل تلك الأقاويل التي تشاع عنه من بعيد ما هي إلا تكهنات افترضها أصحابها كانت قد ترسخت قناعتهم بها لسوء فكر موردها لهم عبر الزمن
فقد كان قلبي حزين لما يقولونه ، وكثيراً ما كنت أتمنى أن أخبرهم أن ما يتحدثون به غير صحيح ولكن كان يدور في رأسي سؤال يحيرني ماذا لو سألوه لي : أين ما يثبت صحة كلامك ؟؟
فواقعي تشوبه الغيوم ورؤية الحقيقة التي أتمنى أن تنجلي أمامهم
تتعذر عليهم رؤيتها فانزواءنا على أنفسنا في الماضي مع بضع علاقات خجولة مع بعض الأفرقاء في العالم كانت كفيلة لتكون شهادة إثبات لما يدعون ..
فأردت وطني هو من يجيب على الجميع بعد تجسيد رؤيةٍ ستغير مفاهيم الجميع عن وطني وتغير معالم هذا الوطن للأفضل والأجمل أو بمعنى أدق إلى ما كنت أحلم برؤيته ، وبذلك كانت ستحل مكان تلك الشائعات حقيقة هذه الأرض إذ في هذه الأرض ما يستحق الحياة وما يسر الناظرين وما يجذب قلوب المحبين ..
فظهر وانا على مشارف العقد الرابع رجلٌ شاب أسميته الحلم .. نعم هو الحلم الذي حلمت به في طفولتي أتى كمارد ٍ لتحقيقه وتجسيده أمام عيني
فنحن بقدومه قد بدأنا نتنفس وبدأت الألوان تزين صورة هذا الوطن من غربه لشرقه ومن جنوبه لشماله
وكان عماد هذا الحلم لوقوفه سواعد بناته وأبناءه
وكان كل ما يجول في خاطري هو أنني وإن لم يكن لي نصيب من هذا الحلم على الأقل أن يكون لي نصيب في رؤيته وهو يتحقق
للأجيال التي ستأتي بعدي فأنا لا رغبة لي في أجيال تمر بما ممرت به ؛ فأصبحت أستمتع عن بعد بالتغيير الذي حصل وما زال مستمراً لتكتمل الصورة النهائية لحلمي المنتظر ..
ولكن مازلت أأمل بأن يكون لي نصيب من هذا الحلم وأن أحقق ما حلمت به لنفسي وأن وطني هو من سيتوج تجسيده على أرض الواقع ..
كلمة وطن كلمة كالبحر يصعب علينا وصفها أو حتى التعبير عن مشاعرنا تجاهها لكني أكتفي بالتحدث عن حلمي فهو أفضل ما يمكنني تدوينه عنه في عامه التسعين لميلاده ..
حمى الله بلادي بكل ما حوته من بشر وشجر وحجر وجعلها شعلة متقدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
بقلم / مشاعل النظاراتي