كانت وما زالت تجري بين الفينة والأخرى ؛ فتكون على هيئة جدال يبدأ بنقاش محترم وينتهي بغير ذلك وتتنوع مواضيع النقاش ، ولكن المفاهيم السابقة كثيراً ما تكون هي المسبب الرئيسي في احتدام الجدال فهناك صنفان من البشر الأول نشأ على فكرة ترسخت في قاع عقله الباطن وتشبثت به وأبت أن تتفاعل مع أي تغيير يطرأ بفعل تغيير الطبيعة الكونية فتجد صاحبها يحتد ويجنح للجدال والإصرار على فكرته التي من الممكن أن تكون خاطئة أو لا تتناسب والوقت الذي تبدل ، أما الثاني فهو شخص يملك من الأفكار المتنوعة الكثير فهو بقدر اختلاطه بالشخوص وأدوات الحياة تتكون لديه الكثير من الأفكار فيجنح للنقاش كمنبر له لطرحها علها تفيد غيره أو حتى يتعرف على مدى صحتها من عدمه عند تبادلها مع غيرها من أفكار الآخرين ، ولكن …!! عندما يكون النقاش غير متكافئ أي يكون الطرفان من الصنفين معاً تسقط شرعية النقاش وتتصدر الواجهة هالة الجدال العقيم ..
أجد في نفسي جزء من المفكر الذي أطلق العنان لعقله ولكن مع القدر اليسير من أساسيات الفطرة والمنشأ ، وبذلك أرى أنني أدركت ولو جزء بسيطاً من التوازن في حياتي ; وربما تكون هذه هي الوسطية والاعتدال في كل شيء ..
إلا أنني والكثير ممن ينتهجون وجهتي لم يصلوا لتمام الوسطية بعد ؛ فهناك الكثير من المواضيع الشائكة التي قد تشدنا أحياناً إلى الطرف المتعصب لوجهة ينتمي إليها عقائدياً وذلك بحكم الوضع الراهن الذي بات معنوناً “بالحرب العقائدية الطويلة الأجل” المبنية على أسس ضبابية لم تخلف حتى اليوم سوا الدمار والخراب والموت و ” الضياع ” لمن ظن أنه ناج ٍ منها ..
إننا في مفترق طرق منذ مدة إلا أن سنة الكون تجري مهما فعلنا ومهما حاولنا أن نستمر في تلك الطريق الخاطئة ، لابد من ذلك الحدث المؤلم المسمى ” مخاااض ” نعم ..!! إنه مخااض كل حقبة زمنية حبلى بالأخطاء التي لا يمكن أن تغتفر أو حتى تؤجل لما بعد الحياة الدنيوية ؛ فتجد رب الكون يقوم بتصفية الحساب ويختار معهم بعضاً ممن لا علاقة لهم بكل ذلك الحدث ليكونوا حطب لتشتعل نيران المذنبين التي تقضي عليهم فأسباب الموت كثيرة والمدعوون لما بين العالمين ليسوا سواء فهناك معاقب وهناك محبوب وهناك غافل وهناك يد لا تتوقف عن الأذية فيكفها عن أيدٍ أخرى تلهث بأجلّ القول الذي يليقُ به ، في مخاض عسير يشهده القاصي والداني لنخرج جميعاً في حلة جديدة ليست دوماً بجميلة ؛ إذ من الممكن أن نخرج وبعض ما تبقى منا هو المرافق لنا لا جميعنا …
إن المآثر التي توالت عبر الأزمان وصفحات التاريخ خير قرينة على حدوثها ، و تعد من أفضل المناهل لمن أراد الاستزادة والتفقه في أقطابها الأربعة
إننا بحاجة ماسة للوقوف على كل ما جرى على أيدي العابثين عبر التاريخ والتمعن في نتائج ما جنيناه من قراراتهم والتفكر كثيراً في كسر تلك الحلقة المتكررة دوماً وتغيير البنية التحتية للموقف وعلينا أن نتفاعل مع ما حمله زماننا الحالي من أدوات متطورة لإحداث ذلك التغيير بأفضل الأساليب والطرق للخروج بالحلة التي نأمل قدر المستطاع أن نصل إليها …
إن مسيرتنا الحياتية ما زالت طويلة فنحن خلفاء الله على أرضه ؛ على عاتقنا حملٌ ثقيل لم نتفقه في تلافيفه بعد بالقدر المطلوب لنصل إلى النتيجة التي خلقنا من اجلها
ولعل ذلك الجليس على تنوع أفكاره وأنامل مدونيه قد يكون – الملجأ الأمين في شرح تعاليم التكوين – التي من الممكن أن تكون السبيل لتحقيق فعل التغيير المطلوب ..
بقلم / مشاعل النظاراتي